البخاري توفي سنة 256هجرية واقدم نسخة مكتوبة لكتابه صحيح البخاري كانت سنة 371هجرية اي ان بين وفاة البخاري واول نسخة مكتوبة له 115 سنة، تم تناقلها خلال هذه الفترة سمعيا وشفاهة من شيخ الى اخر حتى كتبت على يد ابي زيد المروزي.
البعض يروج ان اقدم نسخة مكتوبة لصحيح البخاري كانت سنة 261 هجرية بعد وفاة البخاري بخمسة سنين، الا انه بالتحري والبحث تبين ان هذا الرقم 261 هو ما تبقى من صفحات لمخطوطة صحيح البخاري التي كتبها المزوري سنة 371هجرية ، وهذا ما اكدته دار الكتب القطرية التي تملك المخطوطة الاقدم للبخاري.
هذا ما روته الباحثة سهيلة زين العابدين حماد ، والغريب انني اردت التأكد من الامر فدخلت لموقع دار الكتب القطرية التي تفتخر بارشفة كل المخطوطات التاريخية لديها الكترونيا والتي تتجاوز الالفي مخطوطة، وكان ترقيم مخطوطة صحيح البخاري 65، وحين راجعت الموقع الالكتورني لديهم وراجعت الارشيف المرتب تصاعديا للاطلاع على مخطوطة البخاري وجدت للمفاجأة مخطوطة 64 ثم مخطوطة 66 على التوالي !! اي لا وجود للمخطوطة رقم 65 في موقع دار الكتب القطرية، فلماذا تم اخفاء المخطوطة 65 من موقع الدار؟!!!
اسئلة تتوارد هنا، فنحن نصل الى مفارقة غريبة، فالبخاري حسبما روي لنا وثق احاديث الرسول عليه السلام بسلسلة من الاسانيد والرواة حتى عصره، ثم نرى ان صحيح البخاري نفسه احتاج الى سلسلة اخرى من الاسانيد والرواة حتى كتابته بعد 115 سنة من وفاته، فلماذا المشائخ الان يركزون على سلسلة السند بين عهد الرسول الى البخاري ولا يتحدثون عن تحقيق حجية سلسلة السند بين البخاري وظهور اول نسخة مكتوبة لكتابه؟!! وهل النسخة التي وصلتنا لصحيح البخاري ناقصة؟!! وهل تواردها شفاهة لمدة 115 سنة من بعد وفاة البخاري وحتى كتابة اول نسخة لكتابه كافية لاعتقادنا انها غير محرفة؟!! وهل هناك نسخ اخرى للبخاري مختلفة نقلت وكتبت على يد مشائخ اخرين؟!! ام ما وصلنا هو النسخة الوحيدة التي تناقلها بعد ذلك الجميع وانتشرت؟!! وهل تعرضت دار الكتب القطرية لضغوط شديدة لازالة المخطوطة من الموقع حتى لا ينتشر الخبر؟!!
لقد راجعت الرد والتكذيب على بحث الدكتورة سهيلة حماد الا انه لم يكن مقنعا، وكالعادة تم اتهام الدكتورة انها ناقصة عقل ودين وعرضوا نفس ما عرضته الدكتورة مع ذكر عرض تاريخي لرحلة المخطوطة دون ان يظهر من كلامهم ما يفيد عكس ما ذكرته الدكتورة سوى ان تاريخ 261 او 265 هجرية هو تاريخ كتابة اول نسخة، والتي ثبت انه عدد صفحات ما تبقى من المخطوطة كما ذكرت الباحثة التي تم اخفاءها من موقع دار الكتب القطرية بعد ذلك!!.
الموضوع مطروح للنقاش بهدوء...
المصدر